هل يحدث الإنفجار في ظل الحوار
د.نسيب حطيط
شكلت المبادرة للحوار بين المستقبل وحزب الله مثل جرعة أمل والتقاط أنفاس للبنانيين ودلو ماء على الجمر الذي نعيش على صفيحه الحار منذ العام 2005.
إن إنعقاد الحوار برعاية دولة الرئيس نبيه بري ومراقبة بعيدة من النائب جنبلاط يعني أن أربعة من القوى السياسية (الإسلامية) تحاول إخماد النار المذهبية وبناء جبهة (معنوية) ضد الإرهاب المستتنفر خلف الحدود اللبنانية – السورية وداخل المخيمات ومخيمات النازحين والجغرافيا المؤيدة لما يسمى الثورة السورية... حيث تعيش القوى السياسية اللبنانية في جزر معزولة ومحاصرة من قبل بعضها البعض ويحاصرها النازحون السوريون والمخيمات الفلسطينية من كل الجهات.
لكن السؤال .. هل سيصمد الحوار أمام موجات التفجير المتعددة الإتجاهات .. هل سيصمد الحوار أمام "محدلة" المحكمة الدولية التي استعادت نشاطها بشكل مكثف وبدأت مرحلة استدعاء السياسيين من النائب حماده إلى النائب جنبلاط إلى تسريب استدعاء أحد نواب حزب الله وبالتالي تجاوزت مرحلة التحقيق التقني واللوجستي ودوائر الهاتف إلى دوائر الخلاف السياسي والتداخل بجانبها وصولاً إلى وإتهام الحزب كتنظيم وعدم حصر الإتهام بالأفراد ... وهل أن مسارعة المستقبل للقبول بالحوار محاولة منه لغسل يديه من دماء الحزب والمقاومة في حال سفكتها أحكام المحكمة الدولية أو الهجوم التكفيري القادم إلى لبنان!
هل تبادر داعش وأخواتها بأمر من رعاتها في المشروع الأميركي لتفجير الساحة اللبنانية قبل بدء الحل السياسي في سوريا وذلك لتحسين أوراق القوة بيد المحور الأميركي-الخليجي بعد خسارتهم لليمن والعراق و التقدم الذي أحرزه محور المقاومة في سوريا خلال الأشهر الأخيرة ،فبدأوا الرد في البحرين باعتقال العلماء وتصعيد القمع ضد الثورة السلمية في البحرين .
إن ما يجري في جرود عرسال من إبتلاع داعش للجيش الحر والنصرة والسيطرة على الجبهة المشتركة مع لبنان وصولاً إلى قوسايا ومجدل عنجر وإمتدادهما السوري في الزبداني يؤشر إلى ملامح محاولة إختراق تكفيري للبقاع للضغط على المقاومة وهنا نتوجس خوفاً من تصريحات التفاؤل التي يطلقها بعض السفراء العرب ،ً بالتلازم مع الحوار وكأن شيئاً خطيراً يحضر في الكواليس فيتم إلهاء المقاومة وأهلها بالحوار ،لتغطية ما يخطط له، فإن نجاح الإختراق والتفجير التكفيري سيفرض على المقاومة التنازل في الحوار وتلبية الشروط وعسى أن لا تتكرر في الحوار خديعة التحكيم في معركة صفين وتخدع المقاومة وتكون غلطتها بألف...
هل تنفجر المخيمات على رأس السنة بين جناحي فتح إنطلاقاً من عين الحلوة مما يفسح المجال أمام الجماعات التكفيرية للتحرك والتحرر من القيود المفروضة عليها ... وذلك بالتلازم مع بعض الأعمال الإنتحارية لتغطية الهجوم التكفيري على الحدود الشرقية والشمالية !
لبنان لا يزال على خريطة الساحات المفتوحة للصراع بين محوري المقاومة و الأميركي – الإسرائيلي وتتعرض المقاومة لهجوم متعدد الوسائل من الإعلام إلى التشويه والإختراق الأمني والمحكمة الدولية والجماعات التكفيرية ... والمشكلة أن البعض يراهن على إمكانية دحر المقاومة دون أن تحترق يداه وبيته ولا بد من تذكيره بأنه سيكون خاسراً بقدر ما تخسر المقاومة وأهلها في حال إنفجر الوضع اللبناني لأن لبنان سيكون ساحة مفتوحة للصراع العسكري ولن تنجو منطقة منه حتى المناطق المسيحية ولن يكون القرار للمستقبل في المناطق التي يسيطر عليها بل لأمراء داعش والأفغان والشيشان...
هل تكون بدايات العام 2015 منطلقا لمغامرة أميركية بأدوات تكفيرية لحصار المقاومة وقلب المعادلات لتوظيفها في الحل السياسي القادم .. خاصة وأن الثورة السورية المفترضة قد انتهت وصادرتها الجماعات التكفيرية وستلحق بأخواتها الثورات العربية المهزومة في مصر وتونس وليبيا وعسى أن ينجو لبنان في الأيام الأخيرة للحرب من شر التكفيريين ورعاتهم وعلى المقاومة الحذر من الخداع فجلد الأفعى أملس وسمها قاتل... فحذار... حذار.... حتى لا يخلعكم أحد.